يستخدم سمرة التركيب للإفصاح عن فكرته فنيًا، ففي «مشاهد مكبرة» يستخدم صندوقًا ذا إطار خشبي وواجهة زجاجية تتوسطها عدسة مكبرة، عليها حشد مجرد من البشر، فحين ينظر المتلقي عبرها يكشف ما يتمركز في الصندوق من رمز يشكل محورية الاحتشاد، وهو في اشتغال سمره ممثلٌ بعددٍ من العلامات التي توجز مفهوم الرمز ذو الدلالات الأوسع، فـ«سوبرمان» ليس حضورًا لشخصية البطل الخارق المستوحى من «القصص المصورة»، وإنما لشخصية البطل بمفهومه الأوسع أنثروبولوجيًا وثقافيًا، والذي تتطلع إليه الحشود أو تتمركز حوله.
فيما المركزية الثانية، اتخذت رمزية آلهة هندوسية، كاشفة هي الأخرى معنىً أوسع يتمثل لما للدين والبعد الروحي من قوة جذب في حياة الناس واحتشادهم ضمن جماعات تشكل كتلاً حيوية ذات مشتركات، أما المركزية الثالثة فهي للمشاهير.
كذلك يذهب سمره لتفحص الكتلة الحيوية للحشد من خلال مركزية الذات، فعبر عمله «صندوق الناس»، يسمح للمتلقي بالتلصص عبر فتحةٍ خارجية، تكمن في نهايتها مرآة، تجعل المتلقي جزءاً من العمل الفني، حين يصير ضمن مشهدٍ أعم لجمهرةٍ من خارج الصندوق، تتوسطها صورة المتلقي المنعكسة بداخله. أما في سلسلة اشتغاله المعنونة بـ«القائد»، فيضع سمره رسومًا لما يمثله القائد، واحتشاد البشر من حوله، لكن يكشف عبر أعمال بورتريهية لهذا القائد تفاصيل طبيعته الإنسانية، والتي تُعطى معنىً من خلال الأشياء الاعتبارية.